الحركة الوطنية والثورة العرابية
أحوال مصر قبل الثورة العرابية
تولى الخديو توفيق الحكم بعد عزل والده الخديو اسماعيل وقد ادرك منذ بداية حكمه مدى قوة وتسلط النفوذ الأجنبى فى مصر واتبع الخديو توفيق سياسة ادت الى زيادة التدخل الاجنبى فى شئون مصر مثل اعاد نظام المراقبة الثنائية ورفض اللائحة الاساسية (الدستور) لمجلس النواب ووضع نفسه تحت حماية انجلترا وفرنسا وذلك باسناد الوزارة الى رياض باشا
عوامل واسباب قيام الثورة العرابية
- ازدياد التدخل الاجنبى فى شئون مصر
- المؤثرات الفكرية الغربية التى ادت الى نمو الوعى القومى والمطالبة بالدستور والحكم النيابى
- سوء احوال مصر الاقتصادية فى عهد وزارة رياض باشا
- اضطهاد عثمان رفقى ناظر الجهادية للضباط المصريين وعدم ترقيتهم
مراحل الثورة العرابية
حادثة قصر النيل
اسبابها تقدم احمد عرابى وزملائه بشكوى الى رياض باشا رئيس مجلس الوزراء طالوا فيها بإقالة عثمان رفقى وزير الحربية (ناظر الجهادية ) فأمر الخديو توفيق باعتقالهم فى سجن قصر النيل ) وتقديمهم للمحاكمة اما مجلس عسكرى هنا تحرك بعض رجال الجيش الى قصر النيل وأخرجوا عرابى وزملائة من السجن بالقوة ثم تحركوا الى مقابلة الخديو توفيق لعرض مطالبهم هنا استجاب الخديو توفيق وقام بعزل عثمان رفقى وعين محمود سامى البارودى بدلا منه ناظرا للجهادية
مظاهرة عابدين
خرج احمد عرابى على راس الجيش ومعه الآلاف من الوطنيين فى مظاهرة وطنية الى ساحة ميدان عابدين لمقابلة الخديو توفيق وتقديم مطالب الامة نزل الخديو توفيق الى الميدان وبرفقته بعض الضباط الاتراك والقنصل البريطانى والمراقب المالى البريطانى
مطالبهم
- اسقاط وزارة رياض باشا
- تشكيل مجلس نواب
- زيادة عدد الجيش على 18 الف جندى
نتائجها اضطر الخديو توفيق على الموافقة على المطالب واسند الوزارة الى شريف باشا بعد عزل رياض باشا
وزارة شريف باشا
اجرت الوزارة الانتخابات لاختيار اعضاء مجلس نواب الجديد وعرض شريف باشا على مجلس النواب الجديد الائحة الاساسية (الدستور ) والتى لم تتضمن حق المجلس فى مناقشة الميزانية لانه راى تأجيل مناقشة الميزانية لتجنب الصدام مع الدول الاوربية هنا ثار جدل بين شريف باشا والنواب حول حق المجلس فى مناقشة الميزانية فقامت بريطانيا وفرنسا بارسال المذكرة المشتركة الأولى
المذكرة المشتركة الاولى
سببها رغبة انجلترا وفرنسا فى تقوية مركز الخديو توفيق ضد الحركة الوطنية
محتواها رغبتهما فى حل مجلس النواب وتأيد مركز الخديو توفيق
هنا استقالت وزارة شريف باشا بسبب اصرار مجلس النواب على مناقشة الميزانية
وزارة محمود سامى البارودى ( وزارة الثورة)
تم تعيين محمود سامى البارودى رئيسا للوزارة واسندت وزارة الجهادية والبحرية لأحمد عرابى واصدر الخديو مرسوم بتأييد وزرارة البارودى واصدرت وزارة محمود سامى البارودى الائحة الاساسية التى تضمنت حق المجلس فى مناقشة الميزانية واقرارها
مؤامرة الضباط الشراكسة
كان هدف هذه المؤامؤة اغتيال عرابى والضباط الوطنيين بوزارة محمود سامى البارودى ولكن تم اكتشاف المؤامرة وتم محاكمة المشتركين فيها وصدر حكم بنفيهم الى اقاصى السودان رفض الخديو توفيق التصديق على الحكم مما ادى الى زيادة التوتر بين الوزارة والخديو نتيجة لتتك الاحداث ارسلت بريطانيا وفرنسا قطعا من اسطولهما إلى مياه الإسكندرية كما ارسلت
المذكرة المشتركة الثانية
سببها رغبة انجلترا وفرنسا تقوية مركز الخديو توفيق ضد العسكريين محتواها طالبت بإقالة وزارة البارودى وابعاد عرابى وزملائة خارج البلاد وهنا قبل الخديو المذكرة المشتركة الثانية فقدم البارودى استقالة وعندما اراد الخديو ابعاد عرابى التف حوله اشعب ورفض ذلك واستمر عرابى وزيرا للحربية
الاحتلال البريطانى لمصر
وجدت بريطانيا الفرصة سانحة لتحقيق غرضها وهو احتلال مصر فاستغلت بعض الاحداث الداخلية مثل الخلاف الذى حدث فى الاسكندرية بين احد الرعايا الاجانب واحد الاهالى مما ادى الى نشوب معركة راح ضحيتها عدد من القتلى من الجانبين وترتب على ذلك اجتماع قناصل الدول الاوربية فى الاسكندرية سفر اليهم الخديو توفيق بحجة تهدئة الاوضاع ولظلت البلاد لمدة اسبوعين بدون وزارة عقب استقالة وزارة محمود سامى البارودى حتى كلف الخديو توفيق راغب باشا بتشكيل الوزارة وعقد ممثلو الدول الاوربية مؤتمر الاستانة للنظر فى المسالة المصرية وكانت قراراته ان ترسل تركيا قوة لإعادة الامن والنظام فى مصر عدم تدخل اى م الدول الاجنبية منفردة فى المسالة المصرية لكن بريطانيا كانت تستعد لضرب مدينة الاسكندرية بالقنابل تمهيدا لاحتلالها
خط سير القوات البريطانية
احتلال مدينة الاسكندرية
ارسل قائد الاسطول البريطانى انذارا الى الحكومة المصرية يطالب فيها تسليم بعض المدافع المنصوبة على الحصون رفضت الحكومة المصرية الانذار فأعطى قائد الاسطول البريطانى اشارة بدء ضرب مدينة الاسكندرية ظل اهالى الاسكندرية والجنود المصريين فى الدفاع عن المدينة ورغم ذلك نزلت القوات البريطانية واستطاعت احتلال الاسكندرية وقرر الخديو توفيق عدم مغادرة سراى راس التين بالاسكندرية هو واسرته انسحب العرابييه من الاسكندرية الى كفرالدوار لمواجهة زحف الجيش البريطانى أقام العرابيون الاستحكامات لمواجهة زحف الجيش البريطانى أرسل الخديو إلى احمد عرابى فى كفرالدوار يامره بالكف عن الاستعدادات الحربية ويامره بالحضور الى سراى راس التين رفض عرابى طلب الخديو واتهمه بالمحاباه البريطانيون فاصدر الخديو قرار بعزل عرابى من وزارة الجهادية وحذر المصريين من الانضمام ليه وأظهر عرابى بمظهر العاصى لاوامره إلأ ان الامة المصرية ازدادت تماسكا وصممت على مقاومة المعتدين
واثناء تلك الاحداث دارت معركة كفرالدوار وهزمت القوات البريطانية وانسحبت من كفر الدوار الى الاسكندرية وتعقبها العرابيون حتى مداخل الإسكندرية
اختراق البريطانيون لقناة السويس
اخذت القوات البريطانية تتحرك الى منطقة قناة السويس بعد هزيمتها فى كفرالدوار فعقد أحمد عرابى مجلسا عسكريا للنظر فى امر قناة السويس واجمع المجلس العسكرى على ضرورة تعطيل الملاحة فى القناة وفقا للاتفاقيات الدولية وقد اكد ديليسبس حيادية القناة ولكن تواطؤ ديليسبس مع الانجليز وسمح لهم بمرور السفن البريطانية ووصلت القوات البريطانية الى الاسماعيلية واحتلاتها واتخذوها قاعده لتقدمهم داخل البلاد ثم تقدموا نحو مدينة القصاصين واحلتها واصبح الجيش البريطانى على مقربة من التل الكبير
معركة التل الكبير
أقامت القوات المصرية التحصينات الازمة لصد القوات البريطانية وقد انضم الكثير من المتطوعين الى القوات المصرية وفى تلك الاثناء نجدت بريطانيا فى اقناع السلطان العثمانى باصدار منشور بإعلان عصيان عرابى مما اضعف الروح المعنوية للمقاتلين المصريين وهاجمت القوات البريطانية المصريين فى التل الكبير وقد شهد ميدان القتال بطولات مصرية خالدة منها بطولات الضابط محمد عبيد الذى استشهد هو معظم رجاله فى قتاله مع الانجليز
نتائج معركة التل الكبير
هزيمة الجيش المصرى على الرغم من البطولات والمقاومة الباسلة للعرابيين
اتجاه القوات البريطانية إلى القاهرة لاحتلالها
دخول القوات البريطانية القاهرة
اتجه عرابى الى القاهرة فى محاولة الدفاع عنها الا ان روح الياس والهزيمة تسربت الى العديد من انصاره وطلبوا منه عدم الاستمرار فى المقاومة والاستسلام للقوات البريطانية ودخلت القوا ت البريطانية القاهرة واحتلاتها فى سبتمر 1882م
محاكمة العرابيين
اعتقل زعماء الثورة العرابية والضباط والأعيان الذن ايدوها ما عدا خطيب الثورة عبدالله النديم الذى لم تستطيع الحكومة أن تصل اليه وأصدرت المحكمة العسكرية حكمها باعدام قادة الثورة العرابية ولكن عدل الحكم الى النفى ومصادرة الاملاك حيث تم نفى زعماء الثورة الى جزيرة سيلان فى الهند وصدرت احكام اخرى على بقية العرابيين
اسباب فشل الثورة العرابية
- عدم تكافؤ القوة العسكرية بين القوات البريطانية والقوات المصرية
- تواطؤ ديليسبس مع القوات البريطانية
- اصدار السلطان العثمانى منشور باعلان عصيان عرابى
- عدم ادارك قيادة الثورة العرابية اهمية التعبئة الشعبية لمساندة القوات المصرية فى معركتها
- ميول بعض عناصر القوات المصرية للخديو والبريطانيين
- الظروف الدولية فى عام 1882 لم تكن فى صالح الحركات الوطنية
كل هذه العوامل السابقة ادت الى فشل الثورة العرابية واحتلال مصر لاكثر من سبعين عاما
التعليقات